الثلاثاء، 6 مايو 2014

عمالة الأطفال



تقول التقديرات أن 158 مليون طفل بين 5 - 14 سنة منخرطون في عمالة الأطفال حول العالم. ملايين من الأطفال يعملون في بيئات خطرة مثل المناجم، استخدام البيتروكيماويات والمبيدات الحشرية. من أفريقيا جنوب الصحراء حيث يعمل واحد من كل ثلاثة أطفال، ما يمثل 69 مليون طفل إلى جنوب آسيا، حيث ينخرط في عمالة الأطفال 44 مليون طفل بسبب الفقر.

أوضحت دراسة التماثل بين النموذج التاريخي لانخفاض عمالة الأطفال في الولايات المتحدة والأوضاع الآن في الدول النامية. من المفهوم أنه كلما ازداد حجم الفقر في أي بلد، زادت عمالة الأطفال، وهي علاقة مستمرة في أي بلد أو حتى بين مختلف البلدان في أي فترة من الزمن. وبرغم أن الفقر ربما يكون عنصرا محددا لعمالة الأطفال، فإنه لا يمكن استكشافه في غياب العوامل الثقافية والاجتماعية، مثل التعليم، الثقافة، والتمدن. تشير دراسة أخرى إلى أن عمالة الأطفال متأصلة بعمق في الفقر والعادات الاجتماعية. لذلك، أحد الأسباب لمثل هذه المشاركة العالية في القوة العاملة يرجع إلى أن الأطفال العاملين يأتون من أسر فقيرة. توجد العديد من الإيضاحات الثقافية والاجتماعية لعمالة الأطفال المنتشرة في الدول النامية.

إن أثر الاستعباد والإخضاع للعمل يظهر بوضوح في الندوب الجسدية التي خلفها الضرب المستمر للأطفال، ظروف المعيشة غير الآدمية، والتجويع العملي الذي يفرضه أصحاب العمل على الأطفال. رغم ذلك، فإن آثار العبودية لا تؤثر فقط على سلامة الأطفال الجسدية. فهم يعانون أيضا من ندوب شعورية. بالإضافة إلى المخاطر التي يواجهونها، توجد أيضا العديد من الآثار الجانبية لتعرض الأطفال للمطالب المتزايدة لعمالة البالغين. هذه الآثار الجانبية لا تظهر فقط في صحة ونمو الأطفال، لكن أيضا في الوصول للتعليم. في الواقع، من النادر أن تجد أطفالا، على المدى الطويل، قادرين على الموازنة بين دراستهم وواجبهم المزعج.

 أكثر من نصف الأطفال العاملين لم يذهبوا للمدرسة قط، وأولئك الذين ذهبوا نادرا ما يكونون قد تخطوا المرحلة الإبتدائية. وكما لاحظ الباحثون، فإن مقاطعة الصادرات التي أنتجها الأطفال يمكن أن تسيء فعلا إلى رفاهية وسلامة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم، أولا عن طريق تخفيض مستوى معيشاتهم وثانيا عن طريق دفعهم إلى محاولات خطرة للعمل مثل التسول والدعارة. ذلك يوضح الحاجة لخطة تنمية مستدامة تشمل الأقسام المهمشة في المجتمع وتتصدى للظاهرة المتزايدة لإساءة معاملة الأطفال. 

إذا تمكنا من فهم التفاعل بين الفقر، التعليم، وعمالة الأطفال، ربما يمكننا أن نكون في وضع نخلق به المزيد من الطرق الفعالة للقضاء على عمالة الأطفال من خلال التعليم وجهود التنمية الاقتصادية. إن مشكلة عمالة الأطفالة، وكونهما متصلة بدون انقطاع بالفقر والأمية، لا يمكن حلها بالتشريعات وحدها ولكن الجهود المجتمعة لحل هذه المشكلة هي التي ستأتى بالنمو المطلوب والمستدام.


Tweets by

ليست هناك تعليقات: