الثلاثاء، 22 أبريل 2014

العولمة... "ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟"



ونحن أطفال، كم منّا أجابوا على هذا السؤال معتمدين على خيالنا وليس وضعنا الاقتصادي. معظمنا تعلمنا أن نصدق أنه إذا عملنا بجد، حتى وإن لم نكن نملك نفس امتيازات الآخرين، يمكننا أن نحقق أحلامنا. تفهّم موضوع العمل والإقتصاد على مستوى عالمي يبدأ بتفحصنا لواقعنا – فقراء أو موسرين – وإدراك أن حالتنا الاقتصادية لا يحددها فقط مقدار المجهود الذي نبذله في العمل، لكن العوامل الاجتماعية و الاقتصادية مثل المساواة في الفرص والتعليم، والصحة البدنية والنفسية.


يجادل الكثير من الناس أن العولمة عملت على تقريب العالم صانعة بيئة أكثر تعاونية. إن تأثير تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات الجديدة قد غيّر الطريقة التي يتعلم، يعمل ويحيى بها الناس. على الرغم من هذه المميزات، فإن الواقع هو أن كثير من الناس يعملون بجد ولكن يتقاضون أجرا أقل مما يستحقون. الصورة الحالية للعولمة تخدم بشكل رئيسي مصالح الدول القوية والمؤسسات التي تضع شروط التجارة العالمية. الكثير من عمّال المصانع والمزارعين تستغلهم الشركات الكبري ويتلقون الفتات مقابل منتجات تجني أرباحا طائلة.
فتحت العولمة طرقا جديدة لأصحاب الأعمال والباحثين عن وظائف. أحد نتائج ذلك هو الاستعانة بمصادر خارجية للوظائف (استخدام عمّال منخفضي الأجر في دول أجنبية ليقوموا بعمل كان يقوم به عمّال يتقاضون أجور مرتفعة) والذي يثير جدلا واسعا في الدول مرتفعة الدخل، خصوصا الولايات المتحدة. الكثير من المواطنين الأمريكيين يعارضون هذا الاتجاه الصناعي لأنه يأخذ من الامريكيين وظائفهم، بينما يعارضها آخرون بسبب المضامين الأخلاقية لاستغلال العمّال الخارجيين. لكن حتى في الدول ذات الدخل المرتفع مثل الولايات المتحدة، يتقاضى ملايين من العمال الحد الأدنى من الأجر في وظائف ذات دوام كامل ولايزالون لا يستطيعون أن يتحملوا نفقات الحاجات الأساسية. وعندما يجبر الناس على العمل مقابل أجور متدنية وفق ظروف سيئة، تتعرض الصحة والأمان في مكان العمل لنقص خطير. واجهة أخرى لهذه الظاهرة هي الحاجة لإيجاد مصادر مستدامة للرزق والذي أصبح عاملا مهما في عالم اليوم، خاصة في الدول النامية ووسط المجتمعات المحرومة. تستلزم استدامة التقدم مراعاة صريحة للأجيال القادمة. سيرث الشباب الكثير من المشاكل البيئية، الاقتصادية والاجتماعية التي صُنعت في العقود الماضية وسيكون إدماج آرائهم ومخوفهم في السياسات على كل المستويات أمرا حاسما. 

تقف العولمة أيضا كسبب رئيسي للتوزيع غير العادل للموارد. النساء والأطفال هم أكثر من يعانون وهم أكثر المجموعات المحرومة من بين كل المجموعات. تمثل النساء 70% من الـ1,5 مليون الشخص الذين يعيشون في فقر مدقع في العالم. إن مساهمات النساء ضرورية لعمل أي اقتصاد، لكن عملهم لا يُقدّر بنفس الشكل الذي يُقدّر به عمل الرجال (خصوصا إذا تضمن العمل داخل المنزل مثل تربية الأولاد). يشكل عمل النساء جزءا كبيرا من الاقتصاد غير الرسمي – العمل الذي لا يحصل على تعويض، لكنه ضروري لعمل الاقتتصاد. الأهداف الإنمائية للألفية (حملة الأمم المتحدة للقضاء على الفقر المدقع بحلول 2015) هي تجاوب دولي لتحسين الظروف الاقتصادية الاجتماعية بما في ذلك الوصول إلى تعليم مبكر، المساواة بين الجنسين، التنمية المستدامة، والفقر المدقع. للمزيد رجاءً قم بزيارة ‘تفهّم الفقر‘.


الجهود المستدامة، المساواة في الدخل، والتوزيع العادل يظلون مكونات أساسية لكل المواضيع التي يتناولها هذا القسم، كما هو الحال بالنسبة للبحث عن عمل ذي معنى. كلنا يحتاج أن يكسب معيشته ومن حق كل واحد أن يجد عملا آمنا ذا تعويض عادل.

ليست هناك تعليقات: